هو مرض فيروسي قاتل ينتقل عن طريق اللعاب، وعادة ما تحدث العدوى به نتيجة العض من قبل حيوان مصاب بالمرض، كالكلاب وخاصة الضالة منها، والخفافيش وغيرها من الحيوانات. ويقتل داء الكلب سنويا أكثر من خمسين ألف إنسان، معظمهم في قارتي آسيا وأفريقيا.
وعندما تبدأ أعراض المرض بالظهور على الشخص تكون العدوى قد أصبحت قاتلة ولا يقدّر للشخص النجاة, ولذلك فإن أي شخص مشكوك في احتمالية تعرضه للعدوى يجب عليه أن يتلقى التطعيم لحمايته من المرض القاتل.
آلية المرض
يدخل فيروس الكلب الجسم عن طريق اللعاب ليصل إلى الأعصاب، ثم يبدأ رحلة في الأعصاب الطرفية حتى يصل إلى الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي)، وقد تمتد هذه الفترة التي تسمى بفترة الحضانة إلى عدة أشهر وتكون عادة بدون أعراض، ولكن حال وصول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي فإنه يؤدي إلى حدوث التهاب دماغي حاد وتظهر أعراض المرض، وعندها يكون قد فات الأوان، إذ عادة ما يموت المريض بعد أيام ولا يمكن علاجه.
ويدخل الفيروس عبر إحدى طريقتين:
العض، كعضة الكلب أو الخفاش أو الأرنب، مما يدفع بالفيروس عبر اللعاب إلى الضحية.
اللعق، وهذا يحدث إذا لعق الحيوان المصاب جرحا مفتوحا لدى الإنسان، كأن يلعق كلب مصاب يد صاحبه التي بها جرح. أو لعق الأغشية المخاطية كلعق الفم أو العين، إذ ينقل اللعاب الفيروس عبر الغشاء المخاطي إلى الضحية.
وتشمل الحيوانات الناقلة العدوى مجموعتين، الأليفة وتضم القطط والأبقار والكلاب وحيوان النمس، والماعز والخيول والأرانب. والحيوانات البرية التي تضم الخفافيش والقنادس والقيوط والثعالب والقرود والراكون والظربان. مع الإشارة إلى أنه لم تسجل حالة انتقال للكلب من إنسان إلى آخر مباشرة.
وتوصي السلطات الصحية بضرورة أخذ لقاح الكلب إذا استيقظ الشخص من النوم ووجد خفاشا بالغرفة، حتى لو لم يتأكد من أنه قد تعرض للعض، إذ قد تكون العضة صغيرة بحيث لم يشعر بها أثناء النوم.
الأعراض
لا تظهر أعراض المرض إلا في المراحل المتأخرة من العدوى قبل أيام من الموت، وتشمل الحمى والصداع، والتهيج، وشعور المصاب بالقلق والارتباك، وصعوبة في البلع، وزيادة في إفراز اللعاب، وفوبيا (خوف) من الماء وذلك بسبب صعوبة البلع، والهلوسة والأرق، بالإضافة لشلل جزئي في الجسم.
العلاج:
يجب التوجه إلى الطوارئ مباشرة بعد العض، وهناك سيبدأ الطبيب في إعطاء المصاب لقاح الكلب والذي يمتد عادة على فترة أسبوعين، وهو الطريقة الوحيدة لإنقاذ المصاب من الموت.
عوامل الخطر:
السفر إلى أو الحياة في الأماكن التي يتنشر فيها داء الكلب، كأفريقيا وجنوب شرق آسيا.
ممارسة الأنشطة التي قد تعرضك للحيوانات المعرضة للفيروس، كاستكشاف الكهوف والتخييم.
وجود جروح في العنق والرأس، إذ تؤدي العدوى فيها في انتقال الفيروس بشكل أسرع إلى الجهاز العصبي المركزي وبدء ظهور الأعراض.
الوقاية:
احم بيتك من الخفافيش، أغلق النوافذ وأصلح الشقوق الصغيرة. انتبه إلى الأشخاص الذين لا يستطيعون التعبير، مثل الرضع والكبار في السن العاجزين والمعاقين والمرضى العقليين، إذ قد يتعرضون للعض من الحفافيش من دون أن يعرفوا أو من دون أن يتمكنوا من إخبارك.
إذا استيقظت صباحا ووجدت خفاشا في الغرفة فاعتبر أنه قد عضك واذهب مباشرة إلى عيادة الطوارئ، وهذا الكلام ينطبق على جميع أفراد العائلة. لا تتهاون فالمرض قاتل.
ابتعد عن الحيوانات البرية والكلاب الضالة، إذ عادة ما تكون الكلاب الضالة المصابة بالكلب عدائية جدا تهاجم البشر أو ودودة تتقرب منهم، وعلى الحالتين فهي تقترب من البشر، ويعتقد أن هذه إحدى الآليات التي يغير بها الفيروس سلوك ضحيته لتعزيز فرصه بالانتقال لضحايا آخرين. إذ إن الكلاب الضالة والحيوانات البرية عادة ما تخاف من البشر وتبتعد عنهم.
إذا كان لديك حيوان أليف في المنزل، فعليك اتباع إرشادات محددة لحمايته وحمايتك، وذلك عبر إعطائه لقاح الكلب والحفاظ عليه داخل المنزل في مكان مغلق حتى لا يتعرض للعض من حيوانات أخرى.
إذا كنت ستسافر لمناطق يرتفع فيها خطر داء الكلب فاستشر طبيبك عن أخذك لقاح الكلب للوقاية قبل السفر.