فتاة في ربيع عمرها تربت وترعرعت في بيئة يملؤها العطف والحنان تملك قلبا ناصع
البياض الوفاء والصدق ذادها والكذب والخيانة ليست من صفاتها طموحة خيالية تحلم
بفارس أحلامها كمثل أي فتاة كانت لا تعرف عن الحب شيأ سوى قرائتها قصص عن
الحب والغرام وفي كل قصة تتخيل أنها بطلتها فتكتب رسائلها وتعزف لحنها علي
أوتار قلبها منتظرة لحظة لقائها بفارس أحلامها فكانت حياتها مليئة بالسعادة والفرح
وإبتساماتها لا تفارق ثغرها بشوشة المنظر سعيدة الحظ كثيرة التفكير لا تملك من الدنيا
سوى أباها الذي قام بتربيتها بعد وفاة أمها فكان أباها يراها كل الحياية ولا حياة بعدها
مرض أباها وإشتد به المرض فجائت بالطبيب فكشف علي أباها وقال إن شاء الله خيرا
ولاكن يجب توفير الراحة الكاملة له وكتب دوائا لمدة إسبوعا وقبل مرور تلك الأسبوع
مات أباها فحزنت حزنا شديدا لمفارقة فلذة كبدها وشريان حياتها فتغير حالها وخرجت
من بيتها تبحث عن عمل يكفيها عن قوت يومها فلم تجد عملا يصلح لها سوى خادمة
في بيت جيرانها فمكثت قرابة العام أو أكثر فكانت كل ليلة تغني بصوتها أغاني حزنها
ودموعها لم تجف من علي خدها وفي صباح يوما ليس معهود خرجت لتشتري بعض
أغراضها فرأها شاب وسيم المنظر قوي البنيان فوقعت عينه علي عنيناها فدق قلبه
بحبها وهي أيضا رأت كأنه فارس أحلامها فتعبعها حتي عرف مكانها فقرر التقرب
منها فسألها عن إسمها وعن حالها فقالت له إسمها وحكت قصتها فتأثر وبكي من
ظلم الأيام لها فأحبته وأحبها فتغير حالها وتبدد حزنها وعادت السعادة من ثاني إلي
قلبها فكانت تراه كل العالم لها وهو أيضا كان يراها كل العالم له فمكثوا يتقابلون
ويتحدثون ويتبادلون رسائل الحب والغرام فأصبحت علي مشارف من تحقيق حلمها
الذي لطالما حلمت فقالت لنفسها حمدا لله الذي حقق لي حلمي البعيد وعوضني عن
أيام شقايا بحبا لم أسمع به من قبل ولم تراه عيناي فحمدا لك يامن يجب الضطر إذا دعاه
فجاء إليها الشاب وقال لها سأكلم والدي وسأاتي غدا أو بعد غدا لخطبتك فقالت له ومن
من تخطبني وأنا ليس لي أحدا في هذه الدنيا سوى الله فقال لها لا تخافي ولا تحزني
سأذهب إلي والدي وأحدثهما فذهب إلي والديه وحدثهما وقص عليهم قصتها فقال والداه
بارك الله لك فيها وبارك الله فيها لك فخرج مسرعا لبلغها قرار والديه فإذا بسيارة
مسرعة في أول الليل فتصدمه فيقع طريح الأرض ويفارق الحياة فحزن والداه والفتاه
تنتظر ثم تنتظر فيمر غد وبعد غد وهي في دوامة التفكير فمكثت شهرا أو أكثر وحالتها
تسوء كل يوم عن الأخر فقرر والد الشاب أن يذهب ويراها ويحكي لها ما صارلإبنه
فقابلها وقص لها القصة فخرت مغشية فحملها وأتي بها إلي بيته وإستدعي الطبيب
وبعد خروج الطبيب فاقت من غشيتها فإنفطر قلبها وبات الحزن علامة دربها
فقالت ياعماه هكذا هي حياتي لقاء ثم فراق فقال لها يابنيتي أنتي من أحب إبني
ولا لي أبناء سواه فكوني لي إبنتة لي فذاد بكائها وعلا نحيبها فضمها إلي صدره
وجفف دمعها فلما هدأت قالت لا حياة لي بعد حبيبي فقال لها إستعيني بالله خيرا
فوافقة علي طلبه فمكثت عندهم حتي فارقة الحياة وهي كما هي أنثي اللقاء
وليد اللحظة بقلمي رسم القلم
الحائر الباكي الحزين
رسسسسسسسسسم الحزين
نبض قلم يغشاه الحزن
ر س م ع م ر ه ن د ي
لا أحل النسخ أو النقل حصري لآل تعب
رسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم