ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺟﺰﺭ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺑﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺄﺭﺽ ﺗﻐﺮﻳﺐ (ﻣﻨﻔﻰ)ﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻭﻗﻴﻞ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻋﻬﺪ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺣﻤﻴﺮ. ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻲ ﺍﺭﺟﻊ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺎ ﻧﺸﻬﺪﻩ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ, ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺔ ﻟﻠﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﻮﺳﻤﻴﺔ (ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺒﻮﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ) ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻘﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻭﻳﻘﻴﻤﻮﺍ ﺣﻀﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ. ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻮﻥ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻧﺰﻟﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﺑﻘﺎﺋﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻣﺨﻠﻔﺎﺕ ﺃﺛﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺭﺟﺎﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻜﻮ ﻥ ﻗﺪ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺬﻋﺮ.ﻗﺮﺏ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﻫﻠﻚ ﻭﻣﻦ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻣﺼﻮّﻉ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻗﺪ ﺣﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻳﺒﻨﻮﺍ ﺣﺼﻮﻧﺎً ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﻢ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﻢ، ﺗﺎﺭﻛﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﺗﻮﻓﻴﺮﺍً ﻟﻠﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﻟﻸﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ.ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻋﺜﻤﺎﻧﻴﺔ, ﻭﺇﺯﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﺭ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻪ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1538ﻡ ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺤﻤﻠﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ, ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺧﻂ ﺳﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﺓﺛﻢ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻓﻌﺪﻥ ﺛﻢ ﻗﻢ ﺑﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ. ﻗﺪ ﺗﻜﻦ ﺟﺰﺭ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻗﺪ ﻟﻔﺘﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻣﻮﺟﻬﻪ ﺿﺪ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ, ﺇﻥ ﺃﻱ ﻣﺨﺒﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺑﻄﺮﺩ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﻣﻨﻪ, ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺃﻥ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻗﺪ ﺿﻤﺖ ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺃﻱ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ1538ﻡ. ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1541ﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻮﻥ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻻﺫ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻮﻥ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺩﻫﻠﻚ, ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺑﻌﻤﻞ ﺩﻭﺭﻳﺎﺕ ﺗﺠﻮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺗﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ, ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺧﻀﻌﻮﺍ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1538ﻡ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻓﺎﻧﻬﻢ ﺗﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1541ﻡ ﻭﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﺧﻀﺎﻋﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻫﺪﺃﺕ ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1635ﻡ ﻭﺃﺻﺪﺭ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻋﺪﺕ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺪﻭﻟﺘﻪ، ﻭﺧﻀﻌﺖ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻷﺳﺮﺓ ﺁﻝ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺨﻼﻑ، ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻱ (ﺑﺘﺒﻌﻴﺔ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻟﻠﻤﺨﻼﻑ ﺃﻭﻻً ﻭﺧﻀﻮﻉ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻹﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪ) ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ، ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺃﺳﺮﺓ ﺁﻝ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﻀﻌﻮﺍ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﻬﻢ, ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺌﻮﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺫﻙ ﻣﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻗﺎﻣﻮﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﻠﻌﺔ ﻭﺛﻜﻨﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭﻣﻨﺪﻭﺑﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺰﺍﻳﺪ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻘﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ (ﻓﺮﻣﺎﻧﺎً) ﺑﺸﺄﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﻣﺤﻄﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮﺩ ﻓﻲ ﺟﺰﺭ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1901ﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﺮ ﻃﻮﻳﻼً ﺇﺫ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ (ﻓﺮﻣﺎﻥ) ﺁﺧﺮ ﻳﻠﻐﻲ ﺍﻟﻔﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﻥ ﺃﺻﺪﺭﻩ ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺑﺘﺨﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺑﺘﺴﻬﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺨﺒﺌﺔ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻂ. ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻱ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1912ﻡﺧﺮﺟﺖ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﺒﻌﻴﺘﻬﺎ ﻟﻸﺩﺍﺭﺳﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻟﺴﻠﻄﺘﻪ ﻭﺳﻠﺨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺪﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ. ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻴﺔ.