بسم الله و الصلاة و السلام علي رسول الله
اما بعد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
" ما اكتبه هنا مجرد خواطر تاتيني .. قد أقراها بعد فترة و كأني لست بكاتبها .. فكثيراً ما تتغير الانفس و تتقلب القلوب
و لكني اجعلها تذكرة لنفسي .. اعود اليها من كل وقت و حين .. حتي اظل علي الطريق .. و قد تكون مما ينفع الناس
فتمكث في الارض .. نسأل الله الرحمن الرحيم ان يجعلنا من المتقين
"
( 1 )
سياط من الرهبة
في أمة تعيش في خوف من كلام علي صور معلقة علي اعمدة المساجد .. و في ماضي تفتخر به .. و تعيش في حاضرها
مذلولة ولدت أنا .. و لست أنقم علي وضعي .. فالله يخلق ما يشاء و يختار .. و الحمد لله اني ولدت مسلماً ..
و كفي بالاسلام نعمه
منذ ان ولدت و في كل مرة اذهب فيها الي المسجد اجد صور معلقة كنت ارتعش منها خوفًا .. علامات يوم القيامة .. ظهور المسيح الدجال
.. شروق الشمس من مغربها .. و بعدها يأتي الداعية في التلفاز او علي المنبر في خطبة الجمعة ليزيد من خوفي و اهوال النار ... و هكذا
تطورت العلاقة بأن الحل هو الصلاة .. و ان تقوم الليل كثيرًا .. و تملأ وقتك بعبادات .. قد يصل بها الأمد ان لا تجد شئ تفعله في يومك سوي
النوم مع هذه العبادات .. و هذا بالفعل ما وصلت اليه في بعض الايام .. بعدها بفترة بدأ الأمر يقل .. بدأت النفس تضجر .. بدات ابعد عن
الطريق اكثر و اكثر
أهذا هو الطريق المنشود اذا الذي دعاني اليه من يعلق الصور و من يقف علي المنبر و من يظهر بالفضائيات ؟ .. إذا لماذا انا ذاهب بعيد ؟ ..
لماذا لا استطيع ان اكمل ؟ .. و كل ما وصلت اليه في النهاية هو شئ واحد .. ليست هذه الطريقة التي اتقرب منها الي ربي امسك
المصحف و افتحه و في اول صفحة ستجد سورة الفاتحة
" الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم " بعد الحمد و الشكر لله .. تأتي الرحمة
.. انه الرحيم الرؤوف بعباده .. .. من اذا ذكرناه في أنفسنا ذكرنا في نفسه .. من اذا ذكرناه في ملأ ذكرنا في ملأ خير منه .. من اذا تقربنا
منه شبرًا تقرب الينا ذراعا .. من اذا تقربنا من ذراعا تقرب الينا باعا .. انه الله الذي بدأ لنا كتابه واصفاً نفسه بالرحمن الرحيم .. لم يذكر عذابه
.. من نستعين به ضد كل شئ في هذه الدنيا .. في ان يهدينا الي الطريق المستقيم لكي نصل اليه و نلتقي به في يوم الخلود ..
يوم لقاءنا بك يا ربنا .. ذلك يوم الفوز العظيم
و يكمل بعد ذلك في ثاني شئ بعد الفاتحة و هي صورة البقرة .. يصف لنا القرآن
" ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين "و من هم المتقين يا رب لنكون منهم ؟ ..
" الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون * و الذي يؤمنون بما
انزل اليك و ما انزل من قبلك و بالاخرة هم يوقنون * أولئك علي هدي من ربهم و أولئك هم المفلحون " أولم يكن من الأفضل
ان تجعل طريقي الي الله هكذا ؟ .. لماذا لا أعصيه لأني أحبه ؟ .. أفي ذلك عيب ؟ .. حبن كنت صغيرًا كنت أعلم ان ابي
يستطيع ان يضربني .. اذا فعلت شئ خاطئ .. و لكنه لم يفعل .. ما بالخوف تربيت و تعلمت .. بل بحب والدي لما افعل ما
يغضبه .. ما كان يقوله سمعًا و طاعة .. و ما كان يسعدني كان يفعله لي جزاء لي .. و لله المثل الأعلي في ذلك و كنت
قد شاهدت فيلما قصيرا .. يتحدث عن منتج شركة ابل و يقول انبهرنا بالتفاحة .. و لكن من خلق التفاحة ؟ .. انبهرنا باديسون
في المصباح .. و لكن من خلق الشمس التي تضئ العالم كله .. انبرهنا بالطائرات و لكن من خلق للطيور انظمة الطير ..
ابحث عن الله في كل مكان و ستجده .. انه اقرب اليك من حبل الوريد .. عليم بما في الصدور .. و هو معنا اينما كنا
يقول عنه نفسه
" و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "الحب هو الاصل في دوام العلاقة .. في العطاء .. اذا لم تكن تحب زوجتك فلن تكون علاقة سعيدة بل علاقة مربوطة بواجبات ليس
لها طعم .. كذلك الصلاة .. اتصلي لانك تحب الله و تحب الصلاة .. ام تصلي فقط لانك فقط تريد التخلص من العذاب ؟ اذا خرج المسيح
الدجال .. لن يستطع و لو بملئ الأرض ذهبا ان يبعد مؤمن مخلص عن ربه .. لن يرضي بغير الله ربًا الذي عرفه في القرآن .. فكم من
مؤمن ضحي بنفسه من اجل الله .. و ذهب هذا بحياته .. دون ان يكون واقفًا امام المسيح الدجال .. المؤمن كما هو في كل مكان .
. امام كل عاص و كل مفسد في الأرض و كل جبار
لم يعذب الله امة ولم يهلكها قبل ان يرسل اليها رسول .. و قبل ان يفتح امامها كل الطرق لتؤمن به .. و ليدخلهم في رحمته ..
كما لم يجبر ابليس علي الخروج من طاعته .. فمن يتبع الله يكن له الفوز العظيم .. و من يتبع الشيطان فيكون له كما يكون للشيطان ..
و الله عرفنا الطريقان .. و ترك لنا الاختيار .. و لكن الاصل انه رحيم بنا
لماذا اعيش في خوف متقوقع في مكاني خائف اقوم في محرابي دون ان افعل بجانب صلاتي ما أعمر به الأرض "
و أما ينفع الناس فيمكث في الأرض "
.. تلك الأرض التي جعلني الله خليفته فيها .. لكي اكون من المتقين .. يجب ان اؤمن بالغيب .. و أقيم الصلاة .. و التي هي طريقتي للتحدث مع من احب
.. و مما رزقني الله أنفق .. و علمت ان الرزق يأتي بالسعي و العمل و التفكر في الأرض و استخدام مواردها .. فأسعي و أنفع الناس .. فيرزقني الله ..
اي انها دعوة للعمل .. كما لا يمكث الطير حتي يبحث عن ما يريد .. ليست دعوة للتكاسل .. و يتضح هذا من موقف الرسول صلي الله عليه وسلم
مع الذي كان يمكث في المسجد يصلي و يعوله اخاه .. اخاه كان افضل منه
أتذكر قول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله حين قال "
لا ادري لماذا لا يطير العباد إلى ربِّهم على أجنحةٍ من الشوق بدل أن يُساقوا إليه بسياط من الرهبة ؟! إنَّ الجهل بالله وبدينه هو عِلَّةُ هذا الشعور البارد ،
أو هذا الشعور النافر - بالتعبير الصحيح - ؛ مع أنَّ البشر لن يجدوا أبرَّ بهم ولا أحنَى عليهم من الله عز وجلأليس الله القائل
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب " لا ترتجف القلوب
و ان كنا نقول نحن نستطيع ان نفعل اي شئ من اجل من نحب فلتكن علاقتنا بالله هي علاقة حب
يتبع في مواضيع اخري ان شاء الله
في امان الله