[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مرحبا اخوتي وأخواتي
حبيت اضع بين ايديكم قصتي القصيرة الثالثة في مكسات ..ويسعدني ان اتشرف برأيكم المهم بالنسبة لي
القصة بعنوان
الأولى والاخيرة
جَلَسَت بقربه وهي تراقب أنفاسه التي تخرج بصعوبة . إنتظرته طويلاً وكانت سعيدة لأنها تراقبه وسط هذا
الهدوء حيث لاأحد يقاطعهما الآن . كانت هذه أمنية حياتها وها قد تحققت . لاحركة ولاصوت سوى صوت دقات
متتابعة تصدر عن جهاز غير مألوف وأصوات تهامس من خارج الغرفة . لم تكن تدري مايحصل فقد كانت
مصدومة ولكن سعيدة . لربما هي المرة الأولى التي تكون لوحدها معه دون مقاطعة الأصحاب لكن كل شيءٍ
مختلف هذه المرة، المكان ليس المكان المعتاد وهو ليس مكان إلتقاء الأحبة بل هو أبعد مايكون عن هذا .
كما وأنه لايدرك أنها قربه لأنه لايراها . وكانت ترى بين الحين والآخر شابات بالثياب البيض " لربما هُنَّ الوصيفات
اللواتي سيرافقنها أثناء الزفاف"، هذا ماكان يخطر في بالها .
فَتَحَ عينيه وإلتقى بصرهما ..تبسَّم ونطقت شفتاه ببعض كلمات متقطعة بالكاد سَمِعَت البعض منها "أشكركِ
عزيزتي" "أنا أُحبكِ" ثم أردف قائلاً بصوت خافت "هل سأموت؟" . إنتَفَضت من مكانها وقالت " لاتذكر كلمة
الموت، وإن أردت أن تسأل فقل هل سأعيش؟ لأقول لك بأنك ستبقى لأني معك ..ستبقى لأني احبك ولن
أتركك" . كان يتعرق بشدة ويرتجف لكن مع إبتسامة يحاول أن يصطنعها لإرضائها وللتقليل من هلعها، فهو
يحبها ولايريد أن يراها تبكي وتتألم بسببه .. يالهي كم هو أمر غريب ..فهو لم يخبرها مسبقاً بأنه يحبها ..كما
وأنها لم تصفح له عن مشاعرها ..وكأن احدهما كان قد فهم الآخر منذ مدة طويلة ..أما الآن وفي هذا المكان
وفي هذا الوقت فقد نطقا بكلام الحب ..إنهمرت دمعة من عينيه لم تَفهَم ماذا كانت تعني، هل هو خائف؟ أم
حزين ؟ أم ماذا ؟!
أخرجَت منديلاً وجففت دموعه ثم مسحت بالمنديل على وجهها . كانت تعلم أن هنالك أمر خطير ..فهي قلقة
ومضطربة أشد اضطراب .. طلبوا منها أن تتركه وتغادر الغرفة إلاّ أنها رفضت، من المستحيل أن تتركه .. ليس
الآن ..إنها تعشقه ولامعنى لبقائها من دونه . قال لها : "إرتاحي فأنا بخير" فقالت له بأنها ماتزال على الوعد
معه ..الوعد الذي قطعته روحها مع روحه في ذلك اليوم الجميل .. قالت له بأنها تحبه " سنعيش معا ونرحل
معاً " . أغمَضَ عينيه بعد هذا الحوار الذي أجهده كثيراً فلقد كان يستنفذ كل طاقته من أجل النطق بتلك
الأحرف القليلة المتقطعة . لكنها بقيت قربه تراقب أنفاسه من جديد حتى شعرت بالتعب والإنهاك فوضعت
رأسها على الفراش قربه ونامت . وبعد قليل إستيقضت على صوت مناداةٍ وتعجّلٍ وكانت تسمع صوتاً
مستمراً غريباً يخرج من ذلك الجهاز . لم يَعُد نفس الصوت المتقطّع فلماذا ؟ نَهَضَت مرعوبة تريد أن تفهم
مايجري .. كانت ترى الحزن على وجوههم ..ماهذا ؟ لماذا لايستيقظ ؟ لماذا يغطون وجهه؟ ألن يفتح عينيه
ثانية؟ لكن ماذا عن وعدهما؟ هل هذا وهم أم حقيقة؟ إلتفتت هنا وهناك ونظرت في جميع الجهات .. كانت
كأنها تفقد روحها.. وماهي إلاّ لحظات حتى سقطت على أرض الغرفة مجهضة كل آمالها بالبقاء .
تمت
الرئيسية 
شكرا 
شكرا على الرد
الذهب