سوء ظن المسلم بإخونه من غير برهان
من أسباب التدابر والتقاطع والتباغض بين المسلمين .
فكم فسدت العلاقات الزوجية وانتهت إلى الطلاق وتشتيت الأبناء
بسبب سوء الظن
وكم قُطعت الأرحام, وتشوهت علاقات ذوي القربى بسبب سوء الظن .
وكم انقطعت حبال المودة بين الإخوان , وملأت الكراهية قلوب بعضهم
على بعض بسبب سوء الظن .
وكم تعدى أناس على الاخرين وآذوهمورموهم بما هم منه برآء بسبب سوء الظن .
وكم أُتهم بريء في شرفه وذمته وأمانته بسبب سوء الظن ..
والقائمة طويله جداً والمآسي التي سببها سيئوا الظن بغيرهم مفجعة !!
واليكم سوء الظن كما عرفه ابن كثير, وهو
التهمة والتخوّف في غير محلّه, وعدم التحقيق في الأمور والحكم على
الشئ بدون دليل قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا )
والمناسبة في اقتران سوء الظن بالتجسس والغيبة
أن سوء الظن ينتهي بصاحبه إلى إدخال الضرر على من أساء به الظن
بأي وسيلة فهو يتجسس عليه تارةً
ويغتابة تارةً اخرى ويفتري عليه الكذب ثالثه
وقد يتسبب في تشويه صورته بين الناس, او فصله من عمله أو اتهامه
باحدى الجرائم التي لم يقترفها
فلذا امر الله بالتثبت وعدم التسرع في إلقاء التهم فقال الله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سوء الظن ووصفه بأنه أكذب الحديث
لأنه يؤدي إلى الكذب والافتراء على المظنون به , فقال عليه الصلاة والسلام
( إياكم والظن , فإن الظن أكذب الحديث, ولا تجسسوا, ولا تحسسوا, ولا تحاسدوا
ولا تدابروا , وكونوا عباد الله إخواناً ) متفق عليه
أرح نفســــــك
وسيئ الظن إنما يتعب نفسه ويشقيها بتتبع عيوب الناس وعوراتهم
وكان الأجدر به أن يبحث في عيوب نفسه ويعالجها من مساوئها .
قال ابن حبان: (التجسس من شعب النفاق , كما أن حسن الظن من شعب الإيمان) .
والعاقل يحسنُ الظن بإخوانه, وينفرد بغمومه وأحزانه
كما أن الجاهل يسء الظن بإخوانه , ولا يفكر في في جناياته وأشجانه .
اقوال السلف في سوء الظن
1. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا تظن بكلمة خرجت من أخيك
المؤمن شراً , وأنت تجد لها في الخير محملاً .
2. قال الحسن البصري رحمه الله: ابن آدم ! تبغضُ الناس على ظِنةٍ
.وتنسى اليقين من نفسك
3. لما دخل الربيع بن سليمان على الشافعي وهو مريض
فقال له: قوّى الله ضَعفك
فقال الشافعي: لو قوّى ضعفي قتلني .
فقال الربيع: والله ما أردت ُ إلا الخير .
فقال الشافعي: أعلمُ أنك لو شتمتني لم تُرد إلا الخير .
فسلام الله على تلك الارواح
وجمعنا الله بهم في بلاد الأفراح ودار القرار
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.