لَمَّا خلق الله سبحانه وتعالى الناس لم يتركهم بغير رعايةٍ..
وإنما تواصلَ معهم بأنواعٍ من التَّواصُلِ كثيرةٍ..
تعرف العباد عنه صفاتٍ لا يعرفونها..
وتصل قلوب العباد به تعالى..
فمِن هذه الصِّلَاتِ:
1- إرسال الرُّسل:
كان كلَّما مرَّ الزَّمانُ نَسِيَ الناسُ خالقَهم، وغابتْ عنهُمْ معرفتُه، وتقطَّعتْ صِلَتُهم به،
فيُرسل اللهُ تعالى رُسلاً إلى النَّاسِ يُعيدون صِلتَهم بخالقِهم
ويُبلِّغونهم أوامرَه ونواهيَه..
فأنتَ عن طريقِ الأنبياء فقط - بُنيَّ الحبيب - تستطيع أنْ تعرفَ الله تعالى.. وأن تكوِّنَ بينك وبينه صِلةً قويَّةً..
2- إنزال الكُتبِ السَّماويَّة:
الكُتبُ السَّماويَّةُ - بُنيَّ الحبيب- هي كلامُ الله تعالى: التَّوراة والإنجيل والقرآن وغيرُها..
كلُّها كلام الله تعالى..
هل تجد - بنيَّ الحبيب - أحدًا من الناس يمكن أن يتكلَّمَ وحدَه دون أن يوُجِّهَ كلامَه إلى أحدٍ؟!.
لن تجدَ..
إنَّما كلُّ كلامٍ يتوجَّه به صاحبُه إلى أحدٍ..
فالله تعالى يُبلغ كلامَه للناس..
يُعرِّفهم من خلال آياتِه أسماءَه الحُسنَى، وصفاتِه العُلَا..
قال تعالى: ( وَلقدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)..
فالله تعالى وصَّل كلامَه للناس ليَصِلَ قلوبَهم به وبعظمتِه ونعمتِه..
3- الرُّؤَى والإلهامات:
بيَّنَ لنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ الرُّؤيا الصَّالحةَ "جزءٌ من ستَّةٍ وأربعين جزءًا من النُّبوَّةِ"..
فجعل الرُّؤيا الصَّالحةَ شيئًا من الوحي..
وبيَّن لنا أنَّ في أمَّةِ الإسلام قومًا محدِّثين، تُلقي الملائكةُ في أذهانِهم بأشياءَ تكون صحيحةً لم يكونوا يعرفونها من قبل.. منهم سيِّدُنا عُمَر ُبنُ الخطَّاب.
فمَن رأى رؤيا صالحةً وتحقَّقت، أو مَن جاء في رأسِه خاطرٌ ووجده صحيحًا..
فهي صِلَةٌ مِن الله تعالى لعبدِه..
4- النِّعَم والعطايا:
نِعَمُ اللهِ تعالى على عبادِه من أعظمِ صِلَاتِ الله تعالى للناس..
فهو يُطعمهم ويسقيهم ويحميهم ويشفيهم..
ويُدبِّر لهم أمورَهم..
ويحميهم من كلِّ شرٍّ وسُوءٍ..
وهذا - بُنيَّ الحبيب لا بُدَّ أن يجعلَ الناس دائمي الحبِّ لله..
موصولين بشُكرِه واستحضارِ عظمتِه تعالى..
بُنيَّ الحبيب..
كلُّ هذه طُرقٌ يصل اللهُ بها عبادَه.. فهل قابلنا وصلَه لنا بالوصل؟..
إنَّه يقول في مُحكمِ آياته: ( هَلْ جَزاءُ الْإِحْسَانِ إلَّا الإحْسَانُ).