دعوة المسيح هي توحيد الله
طاف المسيح عليه السلام في البلاد سائحاً يدعو العباد إلى التوحيد الخالص وإلى عبادة الله وحده، وراح يدعو بني إسرائيل بآيات الإنجيل ، وبمواعظ تسحر الألباب ، لقد كان عليه السلام كالحكمة الطائفة ، وكأنفاس الحياة ، يزرع الخير ويغرس شجرة التوحيد والعبودية لله الواحد الأحد (( وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ)(12) ..(( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ))(13).
وفي إنجيل لوقا ( 4/8 ) "إنه مكتوبٌ للرب إلهك تسجد ، وإياه وحده تعبد" .
وفي مُرقس (2/7) : "من يَقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده ؟!" ، وفيه (12/9) : "الربُّ إلهُنا ربٌ واحد" .
وقد سبق أن قرأنا هذه الكلمة : "أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته" والتي يمكن أن نقرأها أيضاً هكذا : "لا إله إلا الله ، والمسيح رسول الله" ..
أما القديس (آريوس ) فيقول : "بما أن الرب واحد وغير مولود كالمسيح فهو الإله الوحيد" ، ويقول المستشرق الشهير غوستاف لوبون : "لا شيء يدل على أن الناس عدّوا يسوع إلهاً في القرن الأول من النصرانية"(14) ، أما شاعر الألمان الأكبر يوهان غوته فيقول : "يسوع كان طاهر الشعور ولم يؤمن إلا بالله الواحد الأحد ، ومن جعل منه إلهاً فقد أساء إليه ، وهكذا فإن الحق هو ما نادى به محمد"(15) .
ويتساءل غوته متعجباً : "تريدين أن تُقدمي إلي هذه الصورة البائسة للمصلوب على الخشب على أنه الله ؟!(16).. إذا كان للرب كفواً أحدٌ أيكون بعدها رباً؟" (17)، وفي المؤتمر الذي عقده أساقفة الأنجليكان في إنجلترا عام 1984 وحضره (31) أسقفاً قرر تسعة عشر منهم أنه يكفي اعتبار المسيح رسولاً عظيماً فحسب(18).