السلام عليكم
ﻣﺼﺪﺭ ﺛﻘﺔ ﻋﺎﻳﺶ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﺼﺔ، ﻳﻘﻮﻝ:
ﺟﺎﺀﻧﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺒﺎﻥ ﺇﻟﻰ
ﻣﻐﺴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﺣﻴﺚ ﺃﻋﻤﻞ
ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻣﻌﻬﻢ
ﻟﺘﻐﺴﻴﻞ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ..
ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﻐﺴﻴﻠﻪ ﻏﻴﺮ
ﻣﺪﻋﻢ ﺑﻀﻮﺀ ﻛﺎﻓﻲ ﺑﻞ ﻣﺠﺮﺩ
ﻟﻤﺒﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﺴﻘﻒ..
ﻳﻘﻮﻝ: ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺘﻐﺴﻴﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻣﺒﺘﺴﻢ ﺳﻬﻞ
ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺃﻗﻠﺒﻪ ﺑﺨﻔﺔ ﻭﻛﺎﻥ
ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﻧﻮﺭ ﺃﻧﺎﺭ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻛﻠﻪ.. ﻭﻛﻨﺎ ﻧﺸﻢ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻃﻴﺐ
ﻇﻨﻨﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ
ﺛﻢ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ..
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ
ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻓﻖ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﻓﺼﻠﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ..
ﺛﻢ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﻧﺰﻟﻪ
ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻩ.. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﺎﻡ
ﺣﺮ ﻭﺻﻴﻒ ﻓﻮﺿﻌﺖ ﻳﺪﻱ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺃﺑﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻠﺞ
ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﻟﻤﺴﻪ ﻟﺬﺍ ﻟﻔﻔﺖ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻍ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﻲ ﻷﺟﻤﻊ ﻟﻪ
ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻪ ﺗﺤﺖ ﺭﺃﺳﻪ..
ﻭﻃﻮﺍﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺘﻈﺮ
ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻤﻠﻪ
ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻳﻘﻮﻡ
ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻵﺳﻴﻮﻱ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ
ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﺤﺮﻗﺔ..
ﺳﺄﻟﺘﻪ: ﻣﺎﻳﺒﻜﻴﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ
ﻃﻴﺒﺎ ﺟﺪﺍ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺭﺟﻠﻪ ﻫﻲ
ﺃﻭﻝ ﺭﺟﻞ ﺗﻄﺄ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﻭﺁﺧﺮ ﺭﺟﻞ ﺗﻮﺩﻋﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎ..
ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻨﻪ
"ﻭﺭﺟﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪ"
*******************
ﻭﺃُﺗﻲ ﺑﻔﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻢ
ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺑﺎﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ
ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﺮﻣﻖ ﺍﻷﺧﻴﺮ..
ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻳﺒﺬﻟﻮﻥ ﺟﻬﺪﻫﻢ
ﻻﻧﻘﺎﺫﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻻ
ﺗﺘﻌﺐ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺤﺎﻟﻲ
ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﺑﺸﺮ
ﺃﻣﻲ ﺃﻧﻲ ﺃﺭﻯ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺣﺴﻦ ﺧﺎﺗﻤﺘﻨﺎ ﻓﻲ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺃﻟﻬﻤﻨﺎ ﺍﻟﻨﻄﻖ
ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ