في كل يوم قد تتساءل شاكياً حالك .. لماذا أنا؟
لماذا أنا لم أحصل على أرقى الشهادات؟
لماذا أنا فاشل في وظيفتي؟
لماذا لم يرزقني الله بزوجة جميلة ؟
لماذا لم أكن مسؤولاً كبيراً او ابن تاجر كبير أو ربما ابن رئيس دولة تسبح وسائل الإعلام بحمده وشكره!!
لماذا ولماذا ولماذا؟
اسئلة لا يوجد لها أجوبة وأسئلة تشبه الحساسية التي تغري الإنسان بحك جلده حتى يدمية ويتأذى منه.
انظر للدنيا من حولك .. انظر للسبع مليارات التي أنت منهم. كم منهم بات بجانب كومة نفايات وكم منهم قتل ورمي رمي القاذورات في المجاري وكم من شخص ولد مشوهاً وكم شخص ابتلي بمرض عضال منذ طفولته.. سجل كل منغصات الحياة وستجد عدداً لا بأس به من الناس قد ابتلي به وصبر أو لم يكن أمامه خيار سوى الصبر!!
ثم انظر لنفسك
انظر للدنيا من حولك مرة أخرى وأدم النظر في تنوع الأرض واختلاف طبيعتها من جبال قاسية شاهقة إلى غياهب من الصحارى الرملية والجليدية إلى البراكين والفيضانات المدمرة إلى إلى الكهوف والتي يسكنها أشد الكائنات فتكاً .. واسأل كل ما تشاهده .. لماذا خلقك الله كذلك ؟
اسأل الأفعى لماذا هي كذلك يهرب منها الجميع ويخاف سمها، اسأل الاخطبوط لماذا شكله غير مرتب ومخيف واسأل الضفدع لماذا هو كريه وأسأل الضبع لماذا خلق مراوغاً يعيش على أكل الجيف المتعفنة.
عندما تدخل في تفاصيل كل شيء ستجد ما لا يعجبك ولكن عندما ترى منظراُ خلاباً لغابة أو نهر او أي من صور الطبيعة .. سيغمرك شعور بالنشوة والرضى وستخرج منك كلمة (ما شاء الله) صادقة .. ذلك المنظر الذي أعجبك مكون من تلك التفاصيل التي تنظر إليها على أنها كريهة ومخيفة. أي أن كل مخلوق وضعه الله ليكون نجماً في موقعه ومؤثراً في حفظ توازن تلك الصورة الكبيرة.
انظر لنفسك مرة أخرى
هكذا أنت يا عزيزي جزء من الصورة الكبيرة لهذه الدنيا الرائعة .. وهذا ما هو مطلوب منك انظر إلى الصورة الكبيرة .. ستجد فيها جمالاً لم تدركه من قبل وستجد لك حظوظاً كثيرة فضلك الله بها على كثير من خلقه وستجد إنجازات خلفتها وراءك ولم تعرها أي انتباه لأنك شغلت بما لم يكن لديك ولم تنشغل بما هو لديك وتنظر له نظرة الحب والرضى.
كاتب هذه السطور ليس مثالياً ولا حكيماً ولا معلماً إنما إنسان شعر بالحياة ونظر في كل ألم فيها فوجد من ورائه أبواباً للأمل. ونظر إلى كل ما تعتقد الحواس المجردة كريهاً وإذا هو زكي نقي مثل المسك والعنبر (هل تعرف من أين يأت المسك والعنبر؟)
لو عرفت ذلك فسوف تعرف أن الصورة الكبيرة دائماً أحلى. ويقف خلف الصورة الكبيرة مبدع عظيم هو خالق هذا الكون.
أفرغ عقلك اليوم من كل ما هو سلبي واقتنص لحظات مع مبدع الكون في آخر الليل وقل له يارب أرني الصورة الكبيرة. ستجدها رائعة وستجد نفسك فيها نجماً متألقاً نسي طبيعته فسأل في لحظة جهل .. يارب لماذا أنا؟