ذكــرى الألفيه الجديده وذكرى الألفيه الداميه ذكرى ترسخت في عقولنا وقبلها القلوب وابكتهما جميعا . ذكرى المـأساه ذكرى الجرح ذكرى الحزن ذكرى الألم والصراع وذكرى الصرخات وذكرى الأنين المحمل بالحنين وذكرى الدم وذكرى الفزع والهم ذكرى المجالده والصبر
كلــها ذكرى الألفيه الجديده
وكلها ترسخت وارتسمت بذلك اليوم المفجع على العالم كله قاطبه . ليس علينا كمسلمين بل
على كل من يحمل في قلبه ذرة رحمه يحمل في قلبه القليل من العطف .
ذكرى ذلك الشهيد ذلك الطفل الذي كان قد احظر كتيباته وقد قام باداء واجباته وقد قبل يدا والدته وكان كل ما يدور في مخيلته الصغيرة البريئه ان يكون قد قام باداء واجباته على النحو المطلوب وكان يتلهف شوقـاً إلى يوم دراسي جديد يسعد به برفقة اصحــابه واقرانـه قبل حدوث الفــاجعه التي لم تكــن في الحسبــان قبل وصوله المدرسه تفـاجا بذلك الهجوم الكاسح ذلك الهجوم الخاين ذلك الهجوم الشرس الذي باغته قبل عتبات مدرسته ذلك الهجوم الذي كان ينزل عليه وبرفقة والده كالمطر المنهمر . كان يحمل في يديه كراسته والممحاه وقلم استعاره من والده . لا سلاح ولا ماوى سوا ذلك الصندوق الذي اختبيا سوية لعلهم يفلتون من هذا الهجوم .
رصاصه توشك على اقتناصهم واخرى يسمع دويوها بالقرب منه واخرى تكون في صدر والده ولم يبكي ليس لأنه لا يهتم لأمر والده بل لأنه لا يعرف طعم الموت ولا معناه ولكن يسمع انين والده ويبكي من بكاه وصراخه . مشهد عنف ورعب لا يتصوره العقل ولا يحتمله القلب . اصبح هذا الطفل و والده حديث العالم في سويعات . صوره انتقلت في انحاء العالم بسرعة البرق . مشهد ابكى الكبير قبل الصغير ابكى العالم والمفكر وكل طبقات المجتمع . مشهد انكره من راءه . مشهد تكرر وتداولته الصحف لبشاعته ولمدى العنف الجاير الذي لا يصدقه بشر . فكيف لطفل مع والده اعزلا يقابلهم ذلك الكم الهائل من الطلقات بدون سابق انذار وبدون اي مبرر . يا لذلك الطفل المسكين . والأن وبعد مرور عشر سنوات على هذه الحادثه المفجعه وعلى هذا المشهد الدامـي أصبحنـــا كل يوم وكل ساعه نصحى وننام على أسم جديد وعلى محمد جديد . يالزمن وما اسرعه مجرد سنوات واذا بالمشهد يتكرر ولكن بطريقة اخرى وعن طريق عدو اخر . ليس عدو باسم العدو الحقيقي ولكن بنفس المظهر ونفس الأسلوب الهمجي . عدو يقاتل ليس من اجل الأحتلال بل من اجل السلطه والسرقه والنهب والأختـلاس . هؤلاء الذين كانوا يعقدون القمم المستعجله بعد كل مشهد اصبحوا هم الأن ابطال تلك المشـاهد ومدبريها .
من كان يسمع تصريحاتهم واستهجانهم وثورة دمائهم انذاك لا يصدق ما يفعلوه الأن . وما ذلك إلى دليـل على كذبهم وتزييفهم وسخريتهم منا . نعم سخريتهم منا فكيف لهم ان ينبحوا بأعلى الصوت بالأمس ويكرروا نفس المشهد اليوم .
نعم استشهد محمد الدره ولكـن كان باستشهاده دليل على مدى الديكتاتوريه العربيه والتي ما زلنا نكتشف ابطالها يوماً تلو الأخر .
نحن اهل الصفح والرحمه والتناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحن اهل الأسلام اهل العطف واليسر اذا بنا اهل البطش والمنكر وسفك الدم وقمع الحريات.
كم محمد الدره نريد شهيداً من اجل ان يعود كل شي . ومن اجل ان يصلح حال مجتمعاتنا كم محمد الدره نحتاج ...
كـــونـــوا بخيــــــــــر