رأى ابرهيم عليه السلام في منامه أنه يذبح ابنه فامتثل لامر الله رغم
طبيعته البشرية وشفقته على ابنه ، فلما أخبر ابنه اسماعيل بأمر الله له ما
كان من اسماعيل عليه السلام الا قوله يا أبت افعل ماتؤمر
فانظروا الى درجة العبودية والانقياد الذَين وصل اليهما هذان النبيان ،
لم يقابل سيدنا ابراهيم أمر الله له بشيء غير الانقياد ،ولم يقابل اسماعيل أمر الله بشيء غير الطاعة والانقياد
ان الله تعالى خلقنا لأمر واحد هو العبوديه،
والعبودية تقتضي الانقياد والطاعة والذل
فليس للإنسان أن يختار من أوامر الله ما يروق له ويذر مالا يروق له (وما
كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من
أمرهم)
أعجب أشد العجب ممن يرد من دين الله مالم يقتنع به عقله القاصر، ويأخذ من دين الله بعضه ويترك بعضه
فتجد من الناس من يقول ان حد السارق لم يرق لي أو يقول ان ركن كذا على سبيل
المثال لم أقتنع به حتى الآن ،فأقنعني حتى أعمل به، أو يقول اني لا أعمل
عملاً حتى أقتنع بحكمته
من أنت حتى تعترض على حكم قد حكم الله به،
من أنت حتى تقدم رأيك على كلام الله أو أمره
ما الإنسان الا كائن ضئيل لا يرى بالعين المجردة لو تم تصوير المدينة التي يسكنها من علوّ
ما الانسان الا مخلوق ضعيف أمام مخلوقات كثيرة هي أقوى وأعظم منه
يعلم الانسان مدى ضعفه حين يرى بداية خلقه و ومآله بعد موته من دفنه تحت التراب
يعلم الانسان مدى ضعفه حين ينظر الى حاله لو أصابته حمى لا يستطيع بسببها الوقوف على رجليه
أفيقدم هذ المخلوق الضعيف على معارضة كلام الله العظيم( قتل الانسان ما أكفره)
ان الأمرالذي يجعل بعض الناس يعارضون شيئاً من دين الله عدم معرفتهم بعظمة الله
ووالله لو عرفوا الله حقاً لما تجرأ أحدهم أن يقول أقنعني بفائدة الصلاة أو بثمرة تنفيذ أحكام الله والا فلن أمتثل
فعظموا الله في قلوبكم وامتثلوا أوامره واجعلوا القاعدة التي تسيرون عليها
(سمعنا وأطعنا) فأطع الله فيما بدت لك حكمته وفيما خفيت عليك حكمته
ووالله لو أمر الله الناس بقتل انفسهم لكان امتثالهم لأمره هو الخير المحض
اللهم ياعظيم ما قدرناك حق قدرك ولا عظمناك حق تعظيمك ولا عبدناك حق عبادتك
فاغفر لنا تقصيرنا واهد ضالنا يارب العالمين
البقية: سمعنا وأطعنا