ينفتح الستار ..
ويبداء المشهد الأول ..
من الواقع المرير ..
يقف على خشبة المسرح الكثير من الرجال ..
رجال اشداء واقوياء ..
جبارون ..
متغطرسون ..
وعلى هذا المسرح ايضاً ..
يفقن الكثير من الفتيات ..
جميلات الحسن رائعات ..
الكل يتمنى النيل منهم ..
يبداء الغزل من كل جانب ..
وهذا يطلبها الرضى ..
ويتوسل اليها بأن توافقه على ما يريد ..
وذلك ينظر ماذا ينتهي الأمر اليه ..
ليأخذها جاهزه بدون اي عناء ..
لأنه الأقوى والمسيطر على الجميع ..
يفشل الكل في اقناعهن ..
وتفشل كل محاولتهم .. [/COLOR
يشتاط المتغطرس غضباً ..
ويحترق من داخله ..
ولكنه لم يظهر شيء من كل هذا ..
بل قام وحاول فيهن ..
ترجاهن ..
ولكن لا فائده من كل هذا ..
فهن محصنات ..
مسلمات ..
رائعات في كل الصفات ..
لا يحبن الغدر والخيانه ..
فيقف هذا المتغطرس ..
ليفكر قليلاً ..
فيسدل الستار ..
ويتنهي المشهد الأول ..
يرتفع الستار ..
المشهد الثاني ..
ظلام يطبق على خشبة المسرح ..
لا احد يشاهد شيء ..
ثم ينبعث نور احمر ..
من سفق المسرح ..
ليتسلط على رأس الرجل الطاغيه ..
ودخان غليونه يغطي المكان ..
فهو في تفكير عميق ..
وسرحان شديد ..
كل ما يفكر فيه ..
كيف يحصل على تلك الفتيات ..
فيقف فرحاً ..
يصرخ وجدتها ..
وجدتها ..
فيضاء كل المسرح ..
ويلتف الرجال على هذا الطاغيه ..
ليفهموا ماذا وجد سيدهم وتاج رأسهم ..
فيبداء يوزع المهام عليهم واحداً تلو الآخر ..
وهم في سعاده عارمه ..
وفي فرح شديد ..
الفتيات لم يلقون بالاً لما يحاك لهن ..
بل اصبحن يدرن اعمالهن ..
ويتفقدن اولادهن ..
فتبداء المسرحيه الحقيقيه ..
وتبداء اللعبه الكبيره ..
فمن هنا تبداء المعركه ..
استعدت حاشية الطاغيه ..
بفعل مخططهم القذر ..
للأسيتلاء على الفتيات ..
وكل ما يملكن ..
توغلت الحاشه في بيوتهن ..
بكل الوسائل والطرق ..
فهذا الإعلام يخرج من شاشه التلفاز ..
ومن ثم اتوا بصحن كبير ..
يبث كل ما هو فاسد ..
ادخلوا كل فاسد وقذر ..
لأبناء هذه الفتيات ..
بداء الأعوان يساعدونهم ..
فحرروا المرآة من عاداتها ..
فهذه فاته ترتدي ملابس يقال عنها انها ساتره ..
وهي في الأصل فاتنه ..
وهذه المكاييج من شحوم الخنازير تصنع ..
يقال انها تزينهن ..
وهي تخربهم ..
وهذه المجلات الهابطه ..
ففسدت الفتيات ..
وهذا كل ما يطلبوه ..
ثم توجهوا للشباب ..
وببراعه ( ) استطاعوا ان يحرفوهم ..
ويشتتوا تفكيرهم ..
فحددوا لهم الطريق الهالك ..
ووصلوا لهم ان الحياة بدون فسق لا تصح ..
الحياة بدون مجون باهته ومقززه ..
عليهم بأستغلال شبابهم .
فهم في عز الشباب ..
فحللوا كل شيء ..
حتى الزنا ..
في دينهم حلال ..
تشبث الشباب بهم ..
وقلدوهم في كل شيء ..
حتى ملابس الغرب ارتدوها ..
فأصبح اغلب من في احضان تلك الفتيات الطاهرات ..
اناس فساد ..
شابات ..
شباب ..
اجساد بلا ارواح ..
رأوس بلا تفكير ..
حياة ..
بلا حياء ..
سعاده ..
بالتعاسه .
ارتبك كل من بالمسرح ..
واهتزت اسقفه ..
بداء الصراخ والعويل ..
من امهات منهكات ..
انطفأت الأنوار ..
وتسلط نور خافت ..
فتصاعدت موسيقى حزينه ..
فجلسون على ركبهن ..
يطلبن العون من المشاهدين ..
بكين ..
صرخن ..
توسلن ..
اجهشن بالبكاء ..
فقام احد الحضور ..
حاول ان يمد لهن يد العون ..
ولكن خرج سيف من جعبة احد المشاهدين ..فقطعت تلك اليد ..
وقف رجل اخر ..
فبترها سيف اخر ..
وما زال المشهد يتكرر ..
حتى خاف بقية من في قلوبهم رحمه ..
فبكوا بصوت خافت لبكائهن ..
فأسدل الستار ..
ينفتح الستار
المشهد الثالث..
صوت طبل حزين..
آهات وصراخ وأنين..
وخشبة المسرح فارغه..
تتلاعب بها تلك الاصوات..
وتموجات تلك الاضاءات..
وبينما امتلئ ذلك المسرح بالدخان..
ظهر.. صوت جميل.. صوت الأذان..
اللـــــه اكبر.. اللــــه اكبر..
تلفتت له النساء.. خرجن يركضن..
لا يعرفن الى اين يذهبن.. ولكن هناك من يناديهن..
فجأة..
تخرج من الجهة الأخرى من المسرح.. فتاة جميله.. ترتدي ثياب بيضاء..
ويتسلط الضوء عليها وتنطفئ جميع الاضواء..
تمشي.. متوجه الى خشبة المسرح.. بكل عزة وشموخ..
وما ان وصلت.. الا ودار الحديث بينها وبين تلك النساء..
النساء: من انتي.. ولما لستِ مثلنا..
نراك سعيده رغم حزننا.. ونراك مرتاحه هادئه رغم ضياعنا..
هي: انا الدرة المصونة..
انا من تمسكت في قيمها ومبادئها..
انا من رفعت العباءة فوق رأسها..
حاربت كل الفتن.. وجاهدت نفسها.. حتى ترضي ربها..
النساء: وكيف لنا ان نكون مثلك.. لقد ضاع كل شي..
هي: ومن قال..؟ بعودتك للرحمن.. وبتجنبك مداخل الشيطان..
بتسترك وعفتك وحيائك ستعودين..
النساء: اذن.. نحن معك..
فصرخ ذلك الطاغيه..
لاااااااااااااااااااااااااااااا..
ولكن..
تعالى صوت اقوى..
الله اكبر.. الله اكبر..
هتفن بتلك الكلمات الشافيه..
وامسكت كل واحده منهن بيد الاخرى..
واجتمعن.. رافعات رؤوسهن شامخات..
متفائلات بغد افضل.. ونصر قريب..
متعاهدات.. على حفظ انفسهن واطفالهن..
وانجاب جيل.. يتربى على القرآن.. لا تلفاز ولا أغان..
فسقط ذلك الطاغيه.. يبكي على الارض.. منهار..
ويقول بصوت مخنوق.. خسرنا.. خسرنا.. خسرنا..
ويموووووت..
وتحيى العزة بالاسلام..
انتهت المسرحية..