يرى كثير من المفكرين أن الضحك والابتسامة من أقوى الأسباب التي تدفع
الإنسان ليكون أكثر فاعليه وإنتاجا وتلخص توصياتهم أن يكون الجميع كل
بحسب موقعه على شتى ضروب الحياة إذا أراد أن يعيش مطمئنا مرتاحا سعيدا
أن يكون مرحا مبتسما ضاحكا وهذا من شأنه أن يخلق جوا من النقاء والصفاء
وطرد الملل والقلق من هذه الحياة يقول الصينيون في حكمة يرددونها أن الرجل
الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجرا وقد وصف عدد من
العلماء الضحك بأنه اختلاجات عقلية تستهلك الكميات الفائضة من التوتر فإن
الضحك بلسم للروح ودواء للنفس وراحة للخاطر المكدود بعد الجهد والعمل
والابتسامة والضحك فن من فنون الحياة لا يرغب الكثير أن يتعلمه رغم سهولته
ويسره وتقول الحكمة ابتسم لغريمك يسامحك ولصديقك جاء في العقد الفريد بأنه
كان يوحنا وشمعون من الحواريين وكان يوحنا لا يجلس مجلسا إلا وضحك
وأضحك من حوله وكان شمعون لا يجلس مجلسا إلا أبكى من حوله فقال
شمعون ليوحنا ما أكثر ضحكك كأنك قد فرغت من عملك فقال يوحنا وأنت ما
أكثر بكاءك كأنك قد يئست من ربك فأوحى الله إلى المسيح عليه السلام أن أحب
السيرتين إلى سيرة يوحنا يقول أحدهم تؤكد الأبحاث والدراسات أن معظم
أعراض الاكتئاب والملل والضيق تنشأ من جراء الاستغراق في العمل الجاد
بصورة دائمة مما يجعل الإنسان عصبي المزاج والوصفة التي يصفها الجميع
لمثل هذا الحال هي اللجوء إلى الضحك فالضحك يتيح للإنسان مواصلة عمله
بروح معنوية مرتفعة وفي حيوية ونشاط والشخصية الباسمة أقرب إلى النجاح
من غيرها إذ تستطيع بسهولة غزو قلوب الآخرين ولذلك فإن الإنسان إذا كان
في حالة نفسية مرتفعة يكون أقدر على التفكير والأداء وقد ثبت أن الضاحكين
المبتسمين بكثرة أقل الناس تعرضا لتعرجات تقاسيم الوجه التي سببها الهرم إن
انقباض الوجه العبوس والاشمئزاز والتذمر مصطلحات أحذرك منها وأنصحك
بمحوها من قاموس حياتك طلب عمال إحدى المحلات التجارية الكبرى في
باريس رفع أجورهم فرفض ذلك صاحب العمل فما كان من عماله إلا أن اتفقوا
أن لا يبتسموا للزبائن كرد فعل على صاحب المحل فكانت النتيجة أن انخفض
دخل المحل في الأسبوع الأول حوالي 60% عن متوسط دخله في الأسابيع
السابقة ماذا لو كنت لا تحب الابتسام عليك شيئين أولا أجبر نفسك على الابتسام
فإذا كنت وحدك فأجبر نفسك على لو كنت سعيدا بالفعل وهذا سيجعلك تميل
للشعور بالسعادة وإليك رأي عالم النفس والفيلسوف ويليام جيمز الظاهر أن
التصرف يأتي عقب الشعور ولكن الحقيقة هي أن التصرف والشعور يسيران
جنبا إلى جنب ومن خلال التحكم في التصرف والذي يخضع أكثر للتحكم
المباشر للإرادة يمكننا أن نتحكم بشكل غير مباشر في المشاعر والتي لا تخضع
للتحكم المباشر للإرادة فإذ فقد الإنسان مرحه يجد أن الطريق الارادى المستقل
إلى المرح هو أن يقفز مرحا ويتصرف ويتكلم كما لو كان هناك مرح بالفعل
والجميع في هذا العالم يسعون للسعادة وهناك طريقة وحيدة وأكيدة لتحقيقها ألا
وهي التحكم في أفكارنا فالسعادة لا تعتمد على الظروف الخارجية وإنما تعتمد
على ظروفنا الداخلية فالسعادة أو عدمها لا ترتبط بما تمتلكه أو بمن أنت أو أين
أنت وماذا تفعل وإنما ترتبط بتفكيرك فيها وعلى سبيل المثال قد يكون هناك
شخصان في نفس المكان ويفعلان نفس الشىء وكل منهما لديه نفس القدر من
المال ونفس الوضع الاجتماعي ومع هذا فأحدهما قد يكون سعيدا والأخر بائسا
لماذا لاختلاف الموقف العقلى أو الذهنى فيما بينهما يقول شكسبير ليس هناك
شىء جيد وأخر سيىء ولكن هذا من صنع أفكارنا فابتسامتك هى رسول النية
الحسنة وابتسامتك تضفى بهجة على حياة جميع من يرونها فابتسامتك بالنسبة
لشخص رأى العشرات من المتجهمين والعابسين والذين يشيحون بوجوههم مثل
الشمس التي تخترق السحب وخاصة حينما يكون هذا الشخص تحت ضغط من
مدرائه أو عملائه أو مدرسيه أو والدية أو أطفاله هنا يمكن أن تساعده ابتسامتك
على أن يدرك أن الحياة ليست كلها سيئة وأن هناك متعة في هذه الدنيا
إنها لا تكلف شيئا في حين أنها فيد كثيرا
إنها تغنى من يتلقاها دون أن تفقر من يعطيها
إن تحدث في لحظة ولكن أحيانا ما تستمر ذكراها للأبد
ليس هنا غنى مهما بلغ غناه يمكن أن يستمر بدونها وليس هناك فقير مهما كان
فقره إلا وغنى بفوائدها
إنها تخلق السعادة في البيت وتعزز من النوايا الحسنة في العمل كما أنها كلمة
السر بين الأصدقاء
إنها راحة للمتعب وأمل للمحبط وضؤ الشمس للحزين وأحسن عقار طبيعى للمشاكل
وقبل ألف وأربعمائة سنة
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((( تبسمك في وجه أخيك صدقه )))
شاركني في هذا الموضوع كتاب ابتسم للدكتور عائض بن عبد الله القرني
وكتاب كيف تؤثر على الاخرين وتكتسب الاصدقاء لديل كارنيجي