عميان البصيرة

بلغني ايها القارئ العزيز, ان عميان البصيرة في تزايد بين امتنا العربية
المجيدة, وهم على درجات كما وصفهم الأمام علي كرم الله وجهه"رجل يدري وهو
لا يدري انه لا يدري فذاك جاهل ارفضوه", و مثله مثل الحكاية العجيبة الآتية
و التي لو كتبت بالأبر على آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر, و اليك
موجزها:
كان لأحد شيوخ العشائر بجنوب العراق حصانا كامل الأوصاف, صار مثالا لكل
خيول المنطقة و فحلا لكل فرس ترغب في الأنجاب !

كان ذلك الشيخ يطعم حصانه ما لذ و طاب من المأكولات الخضراء مثل البقول و
البرسيم, و لكن دوام الحال من المحال, فقد ساءت امور الشيخ المادية و لم
يستطع تغذية حصانة كالسابق, و لذا قدم له (التبن) ذو اللون الأصفر, الا ان
الحصان ابى تناول علفاً لم يتعود اكله واستمرفي عناده طويلا, فساءت صحته و
حزن الشيخ عليه كثيراً و خاصة عندما ملَ مما لا يُمل! و رفض أداء واجبه
مهما بلغت الفرس من جمال اواصالة !
وبعد عدة ايام توجه الشيخ الى مركز القضاء وواجه الطبيب البيطري و شرح له
الأمر, و طلب الطبيب من الشيخ الجليل ان يضع نظارة خضراء على عيون الحصان
اثناء تقديم اي غذاء اصفر له حيث سيراه اخضر!!
نفذ الشيخ اوامر الطبيب و راح الحصان يلتهم التبن بشراهة, حيث بات الحصان
يرى اللون الأصفر اخضراً,.. وانتهت مشكلة الشيخ وعاد الحصان يؤدي واجباته
بكل همة و نشاط مع كل فرس وازداد الوارد المادي للشيخ بعد ان عادت للحصان
عافيته ونشاطه!