يرى البعض انه بمجرد دخول فصل الشتاء تزداد قابليتهم لتناول كميات كبيرة من الطعام, وان برودة الطقس تجعلهم يتلهفون ويقبلون على تناول الأطعمة الدسمة. يبرر البعض ذلك الإقبال بان الجسم يحتاج إلى طاقة اكبر في الشتاء ليشعر بالدفء وتحميه من برودة الطقس. وجدت دراسة علمية بان قابلية الجسم للسمنة تزيد مع بداية فصل الشتاء بمعدل يتراوح ما بين 1-2 كيلو بسبب كميات الطعام التي يتناولها الأشخاص بمعدل اكبر من باقي فصول السنة.
بعض الخبراء يقولون بان هذا الأمر حقيقي فعلا, لكن هذه الزيادة ليس لها علاقة بفصل الشتاء نفسه, إنما باختلاف سلوكياتنا في فصل الشتاء, لأن الشتاء من الفصول التي تقل فيها الحركة بشكل عام بسبب برودة الجو, فلا يمارس الأشخاص أي نشاط سوى البقاء في المنزل لفترات طويلة أمام شاشات التلفاز والفضائيات, الأمر الذي يجعله يتناول المزيد من الطعام لتمضية الوقت والتسلية, مع عدم حرق سعرات حرارية كافية بسبب قلة الحركة.
أكدت العديد من الدراسات أنه عندما تنخفض حرارة الجسم يصبح الجسم بحاجة لأن يرفعها، وهذا يؤدي إلى تناول الأطعمة التي تؤدي إلى ارتفاعها مثل النشويات والجبن والشوكولاتة والحلويات بأنواعها والبطاطا المقلية. وإذا ارتبط الطقس بزيادة الشهية عند بعض الناس فمن الممكن أن يرتبط الضوء أيضاً بزيادة الشهية، فقد أظهرت الدراسات أن %6 من العالم يعانون نوعا معينا من الاكتئاب عند غياب الضوء وبالتالي تزيد شهيتهم على الأكل ويلاحظ هذا الشيء في الشتاء عندما يكون النهار قصيرا والليل طويلا. كما أكدت الدراسات أن ثمة علاقة بين انخفاض هرمون السيروتونين المعروف بتحكمه بالمزاج والاكتئاب، وبالتالي زيادة الشهية على الأكل.
فإذا كنت تشعر بالجوع أكثر في فصل الشتاء, فأنت لست وحدك. على الرغم من انك تقضي وقتك في الشتاء في أماكن دافئة, لكنك تميل لتناول كميات اكبر من الطعام. ببساطة فان مجرد الشعور بالبرد ولو لفترات قصيرة يتسبب في وضع الجسم لآلية الحفاظ على الذات, التي ترسل رسالة للجسم للعمل على التسخين السريع, وهذا ما يجعلنا نتشوق لتناول الأطعمة التي على الكربوهيدرات والسكريات والنشويات, التي من خلال حرقها يمكن للجسم إنتاج كميات كبيرة من الطاقة اللازمة لتدفئة الجسم.
وعندما نستسلم لهذه الرغبة الشديدة بتناول الكربوهيدرات والنشويات والسكريات, فان مستوى السكر في الدم يرتفع ثم يعود لينخفض سريعا, الأمر الذي يعمل كدورة في الجسم تبقي قابليتك وشهيتك في حركة دائمة.